أمين عام اللجنة الأولمبية: مشاركاتنا في الألعاب الأولمبية رمزية وملزمة وهذه أسباب تراجع الرياضة اليمنية
كشف أمين عام اللجنة الأولمبية اليمنية الأستاذ محمد الأهجري، عن أسباب اختيار رياضيي بلادنا المشاركين في الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024، المقرر إقامتها في الفترة من الـ 26 من شهر يوليو الجاري حتى الـ 11 من شهر أغسطس المقبل.
وقال الأهجري في تصريح خاص له تحدث خلاله بكل شفافية عن وضع الرياضة اليمنية عمومًا ومعضلاتها، وعن أسباب ترشيح الأربعة الرياضيين اليمنيين فقط للمشاركة بالألعاب الصيفية، بالرغم من إعداد وتجهيز اللجنة الأولمبية لعدد أكبر من الرياضيين في أكثر من لعبة خلال السنوات الأخيرة، ومنذ الانتهاء من المشاركة في أولمبياد طوكيو.
واستعرض أمين عام اللجنة الأولمبية اليمنية، التفاصيل الخاصة بالرياضيين الأربعة الذين سيمثلون بلادنا في باريس قائلاً "تشارك اليمن في أولمبياد باريس بعدد 4 رياضيين هم: 1- الرامية ياسمين نبيل الريمي ذات ال38 عاما، وهي رامية مسدس هوائي 10 متر ، حيث كانت أفضل نتيجة لها 568 نقطة في البطولة العربيةفيمصر - بينما الرقم الأولمبي المسجل في أولمبياد طوكيو كان 582 نقطة - وهذه هي المشاركة الثانية لها في الألعاب الأولمبية- إذ سبق لها المشاركة في أولمبياد طوكيو، و تعد من أفضل الرياضيين اليمنيين في الوقت الحالي وتتمتع بعزيمة قوية، رغم الصعوبات التي تعترضها في رياضة الرماية وليس المجال للحديث عنه هنا.
2 - لاعب الجودو هشام عبد الرزاق مكابر 20 عاما مشارك في فئة 60 كج، وهو لاعب جيد في الفئات العمرية، وحقق عدداً من الميداليات في بطولات عربية وغرب آسيا في فئة الناشئين والشباب، غير أنه قليل التجربة في فئة الكبار ومحدود المشاركة الدولية ولم يخوض سوى مشاركة واحدة من البطولات المؤهلة للأولمبياد التي أقيمت في هونج كونغ في شهر أبريل الماضي حيث خسر المباراة الأولى بنتيجة ( وزاري مقابل لاشيء )، وخرج من المنافسة .
3 - العداء سمير اليفاعي 18 عاما، يشارك في سباق 100 متر، أفضل زمن له 11 ثانية و71 جزء من الثانية - فيما أفضل زمن أولمبي كان 9 ثواني و 58 جزء من الثانية وسجل في أولمبياد طوكيو - وتأتي مشاركته بديلاً لزميله عبدالله اليعري لاعب سباق 800 متر صاحب أفضل نتائج يمنية في هذا السباق، وصاحب العديد من الميداليات العربية والآسيوية، ولسوء الحظ تم استبعاده بسبب تقليص عدد البطائق العالمية في سباق 800 متر إلى بطاقتين فقط على مستوى العالم مما أضطرنا إلى إحلال العداء سمير اليفاعي لضمان مشاركة لاعب يمني في سباق 100 متر بدلاً من فقدان حق المشاركة في ألعاب القوى .
4 - السباح يوسف مروان ناصر 16 عاما، وهو أصغر مشارك يمني، سيشارك في سباق 100 متر فراشة، وأفضل زمن له 1 دقيقة و 12 ثانية و 98 جزء من الثانية، - فيما الرقم الأولمبي المسجل لهذه المسابقة 50 ثانية و 31 جزء من الثانية، وكان قد سُجل في أولمبياد طوكيو - ويعد اللاعب صغير السن وحديث التجربة في المنافسات الدولية، و خاض بطولة واحدة مؤهلة للأولمبياد في شهر فبراير الماضي في قطر، وهو لاعب يرى اتحاد اللعبة أنه سيكون له مستقبلاً جيداً في هذه الرياضة، بالرغم من تواضع مستوى رياضة السباحة في اليمن مقارنة مع المستوى العربي أو القاري أو الدولي، كما هو حال بقية الرياضات، علما أن أفضل نتائج كانت قد سجلت لليمن هي للسباح مختار علي اليمني الذي شارك في أولمبياد طوكيو، وكان يدرس حينذاك في جامعة متشجن الأميركية ويلعب ضمن منتخب الجامعة، لكنه توقف الآن عن المشاركة بعد تفرغه لأعماله الخاصة إثر تخرجه من الجامعة.
وأوضح : " من خلال استعراض أسماء ونتائج اللاعبين المشاركين، يتضح أن المشاركة رمزية، بل هي مشاركة لإبقاء اليمن ورياضتها في دائرة الضوء بين أبطال العالم في هذا المحفل الرياضي الدولي الكبير، وهي مشاركة ملزمة لكل اللجان الأولمبية في العالم ولا يمكن لأي لجنة أولمبية في أي بلد الاعتذار عن المشاركة فيها، وإلا لخسرت عضويتها في اللجنة الأولمبية الدولية".
وأضاف : " يجب أن نضع الأمور في مكانها الصحيح خاصة مع تعثر إقامة المعسكر الخارجي الذي تم الترتيب له منذ فترة طويلة في تونس، بيد أنه لم يتم بسبب عدم الحصول على تأشيرات الدخول إلى جمهورية تونس، مما أدى إلى نقل المعسكر إلى جمهورية مصر في وقت متأخر، حيث تقلصت فترة المعسكر من قرابة شهر إلى أقل من نصف شهر، لكننا نعول على روح التحدي والإصرار عند اللاعب اليمني الذي لا يستسلم للصعوبات، ولا يتخذ منها عذراً أو مبرراً، ويجب علينا أن لا نحمل هولاء الرياضيون فوق طاقتهم".
وأشار : "ما أريد قوله هو أن تواضع مستوى الرياضة اليمنية، هو نتاج طبيعي للوضع الذي تعيشه اليمن منذ عشر سنوات، من ناحية غياب المسابقات الرياضية المحلية والمشاركات الدولية المستمرة والمنتظمة إلا ما ندر منها من ناحية أخرى، وكذا غياب الاهتمام الرسمي بالرياضة وأبطالها في مختلف الألعاب بسبب عدم توفر الاعتمادات المالية الكافية، ولأسباب إدارية وفنية وانعدام البنية التحتية اللازمة، وكذلك غياب الوعي الإعلامي المتابع الذي أصبح وسيلة للهدم أكثر مما هو وسيلة للنقد البنّاء والتوعية".
وتابع: "كل هذه الأسباب يعرفها الجميع معرفة كاملة، وبالتالي فهي لا تساعد على تحسن المستوى الرياضي مهما بذلت اللجنة الأولمبية اليمنية أو غيرها من جهود خاصة أن اللجنة تقف لوحدها في الميدان حيث قامت على مدى السنوات الأخيرة بالبحث عن لاعبين داخل وخارج اليمن لترشيحهم للمشاركة في أولمبياد باريس من أجل بدء إعدادهم في وقت مبكر بهدف تحسين مستوى المشاركة وزيادة الفرص لعدد أكبر من اللاعبين للمشاركة في الأولمبياد، ولكن مع الأسف الشديد كانت الخيارات محدودة جداً وفي عدد محدود من الألعاب كألعاب القوى بعدد 3 عدائين، والسباحة لعدد 2 سباحين، والجودو بلاعب ولاعبة، والرماية بعدد 2 راميات، والملاكمة بعدد 2 ملاكمين، والتايكواندو لاعب واحد".
وواصل: "مع هذا عملت اللجنة الأولمبية ما بوسعها لتحضيرهم وإشراكهم في المنافسات المؤهلة للأولمبياد خلال هذة السنوات بما هو متوفر من امكانات مالية، وبدعم دولي محدود دون أي مساندة حكومية أو غير حكومية".
وأختتم الأهجري تصريحه قائلاً: مع كل هذه المعضلات، فإننا -وكما جرت العادة في كل حدث رياضي نشارك فيه- نلحظ ونتابع الكثير من النقد والتجريح والتحليل الاستعراضي وتحميل اللجنة الأولمبية المسؤولية، ويتناسى المنتقدون من الأشخاص والجهات المسؤولية التي كان يجب عليهم تحملها والقيام بها كلًّا في مجال اختصاصه، كجهات ترى في نفسها أنها جهات معنية أو مسؤولة، وهذا ليس بجديد فلا أحد يهتم بما عليه من واجبات يجب تأديتها، بل يتفرغ للنقد والإساءة للرياضيين والرياضة في بلادنا، لكننا في اللجنة الأولمبية سنستمر بأداء واجبنا تجاه الرياضة اليمنية والرياضيين في كل ربوع الوطن، ولن يثنينا النقد الهدّام، لأن عملنا مسؤولية أمام الله أولاً، وأمام كل رياضيي اليمن ثانياً، والله ولي التوفيق.